فضل ليلة النصف من شعبان وتباين آراء العلماء حول احيائها
قديماً كان أهل الشام يحتفلون بهذه الليلة ويخُصونها بالذكر والعبادة، وعنهم أخذ الناس تعظيمها وأشتهر أمرها وحصل الخلاف بين العلماء ما بين مؤيد ومخالف.

قائمة المحتويات
فضل ليلة النصف من شعبان؛ هي عشية الخامس عشر من شهر شعبان. حيث تبدأ مع غروب شمس يوم الرابع عشر من شعبان وتنتهي مع فجر الخامس عشر، ولهذه الليلة أهمية خاصة في الإسلام لأنه تم فيها تحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الحرام.
فضل ليلة منتصف شعبان
ورد في فضل هذه الليلة وقيامها واستجابة الدعاء فيها الكثير من الأحاديث التي سنطلع عليها، وسنذكر منها ما يلي:
الحديث الأول
أخرجه البخاري، قال: ((حدثنا عبدالله بن يُوسْف، اخبرنا مالك، عن ابي النصر، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: “((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم؛ فما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيامَ شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماََ منه في شعبان))”.
ومما قرأت فهو حديث صحيح. استناداً إلى، ما أخرجه مسلم (1165)؛ فقال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرات على مالك .
الحديث الثاني
أخرج ابن ماجة عن أبي موسى الأشعري عن البني صلى الله عليه وسلم قال: “((إن الله ليطلع ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقة إلا لمشرك أو مشاحن))”.
وهذا حديث ضعيف حيث أنه من رواية ابن لعيهة وفيه كلام عن الضحاك بن أيمن الكلبي، قال الذهبي لا يدري من هو.
الحديث الثالث
أخرج البزار والبيهقي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “((ينزل الله إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لكل شيء إلا لرجل مشرك أو رجل في قلبه شحناء))”.
إسناد هذا الحديث لا بأس به كما قال الحافظ المنذري.

الحديث الرابع
أخرج ابن ماجة في سننه عن علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “((إذا كان ليلة نصف شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر فاغفر له ألا من مسترزق فأرزقه ألا من مبتلي فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر))”.
وهذا الحديث ضّعْفَه البخاري، وإسناده مضطرب غير ثابت.
حكم إحياء ليلة منتصف شعبان
اختلف العلماء حول صفة إحياؤها فمنهم من قال يستحب ومنهم من ذهب به القول إلى أنها بدعه، ولكن من أراد أن يقوم فيها كسائر الليالي دون الاعتقاد بفضلٍ زائد أو أجر فلا بأس بذلك.
اقرأ أيضاً: خالد بن الوليد؛ نبذة عنه وعن إسلامه واهم المعارك التي خاضها
حكم صيام نهار منتصف شعبان
مما ورد سابقاً عن فضل هذه الليلة ولكن لم يذكر حديث عن إحياءِها بالصيام. فكل الأحاديث التي ذكرت موضوعة أو ضعيفة لا أصل لها. ولكن لا بأس بصيام يومٍ قبلها ويومٍ بعدها كونها من الأيام البيض. ومما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومها وهي أيام 13، 14, 15 من كل شهرٍ (month) هجري.
“اقرأ أيضاً: دعاء ليلة الإسراء والمعراج“
ما يستحب فعله في عشية النصف من شعبان (إسلام ويب)
فقد روى أبو داوود والنسائي وابن خزيمة من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله لم أرك تصوم شهر من الشهور ما تصوم في شعبان؟ قال: “ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”. والحديث حسنه الألباني.
الذي لا شك فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصيام فيه، كما في الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت:
“ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته أكثر منه صياماً في شعبان”.
“اقرأ ايضاً: جامعة عين شمس“
في خاتمة القول، اختلف العلماء حولها فمنهم من قال أنه يستحب احياءُها وتخصيصها بالذكر والعبادة ومنهم من اعتقد إنها بدعه. نجد أن كل الأحاديث التي وردت في ليلة النصف من شعبان غير صحيحه ولا يجب الأخذ بها.
- Design 80%