مواقع فهرس
معلومات نثق بها

علم الاقتصاد، تعريفه ونشأته وتطوّر مفهومه عبر التاريخ وأقسامه.

علم الاقتصاد هو أحد العلوم الاجتماعيّة. الذي يدرس الظواهر الاقتصاديّة ويسعى لتفسيرها عبر نظرياته المختلفة التي تمثلها المدارس المختلفة. وكانت نشأة هذا العلم لغاية حل المشكلة الاقتصاديّة المتمثلة بندرة الموارد المتوفرة مقابل الاحتياجات البشرية المتنوعة والمتزايدة. وسنتعرف على نشأة علم الاقتصاد وتاريخ علم الاقتصاد وأقسامه( الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي)، وتعريف علم الاقتصاد.

تم النشر بهدف التدريب

نشأة مصطلح علم الاقتصاد

إنّ كلمة اقتصاد في اللغة العربية هي مصدر لفعل اقتصدَ ومعناه وَّفرَ وادّخرَ وهو بين الإسراف والتقتير. وكذلك الاقتصاد في اللغة الإنكليزية(Economy) فهو مشتق من الكلمة الإغريقية أويكونوميا (οἰκονομία) والتي ظهرت عام 400 ق.م تقريباً. وهي عبارة عن كلمتين إيكوس(οἶκος) ومعناها المنزل، ونوموس(νέμω) وتعني التوزيع أو التخصيص.

وكان في بداية استعمال الاقتصاد كمصطلح كان يعني فن إدارة البيت، ثم توسع مدلول البيت ليشمل الدولة وسكانها. ليصبح معنى الاقتصاد تدبير شؤون الأموال كافة. وذلك بإيجاده وتكثيره وتوزيعه.

نشأة علم الاقتصاد

نشأة علم الاقتصاد

رغم أنّ الاقتصاد كفرع علمي مستقل بدأ يتبلور بعد نشر آدم سميث لكتابه (بحث في طبيعة وأسباب ثروة الأمم) والذي نُشر عام /1776/.إلا أنّ التفكير الاقتصادي كان متزامناً مع وجود أقدم الحضارات الإنسانية. إذ طالما اصطدمت هذه الحضارات والتجمعات البشرية بمشكلات وظواهر اقتصادية.

فقد تعرّض بعض الفلاسفة اليونانيين القدماء لبحث عدد من المشكلات الاقتصاديّة. رغم أنّهم لم يدرسوها كفرع مستقل من فروع المعرفة العلمية، ولكن جاءت مرتبطة بأبحاثهم في الفلسفة السياسية والأخلاق.

أمّا في الحضارة الرومانية، فلم يكن لديهم مؤلفات، ولكن كانت آرائهم الاقتصادية تستخلص من بعض الحكماء والخطباء الذين تطرقوا في كتاباتهم إلى فن الزراعة وليس إلى الاقتصاد الزراعي.

وكان لدى مفكري العصور الوسطى في أوربا بعض الأفكار الاقتصاديّة، التي تعكس الحالة الموجودة في عصرهم.

وأما مصادر الفكر الاقتصادي في العالم الإسلامي في العصور الوسطى، هي مبادئ الدين المتواجدة في الكتاب والسنة وأعمال الصحابة والفقهاء والفلاسفة.

“اقرأ أيضاً:العملات الرقمية الإلكترونية“

تعريفات علم الاقتصاد

تجدر الإشارة إلى أنّ الاختلاف في تحديد تعريف دقيق لعلم الاقتصاد عند العلماء والباحثين فيه لربما يعود إل التطور المتواصل والمستمر لهذا العلم عبر التاريخ. وتأثر العلماء الذين عرّفوه بالأوضاع السياسية والاجتماعية التي عاصروها.

إنّ علم الاقتصاد حسب آدم سميث(1723-1790): هو ذلك العلم الذي يهتم بدراسة الوسائل التي يمكن أن تزيد ثروة الأمم.

أما ألفريد مارشال(1842-1924) فعرّفه بأنه ذلك العلم الذي يدرس البشر من خلاله أعمال حياتهم العادية. وهو دراسة للثروة من جهة، وللإنسان من جهة أخرى.

وحسب رأي جون ماريناد كينز(1883-1946) فإنّ الاقتصاد هو الاستخدام الأفضل للموارد المحدودة من أجل تلبية الاحتياجات البشرية المتزايدة وغير المحدودة . وكانت فكرته التشجيع على الإنفاق في الأزمات من قبل الحكومات.

وكان تعريف ليونيل روبنز(1898-1984) للاقتصاد على أنه العلم الذي يدرس السلوك الإنساني من حيث إنه علاقة بين المتطلبات المتزايدة والموارد المحدودة.

ويرى بول سامويلسون (1915-2009) في كتابه الاقتصاديّة أنّ الاقتصاد هو من أقدم الفنون وأحدث العلوم وأنّ علم الاقتصاد يبحث عن كيفية اتخاذ الإنسان لقراراته. وذلك باستعماله للنقود أو عدم استعمالها، وبتخصيص الموارد الإنتاجية النادرة من أجل الحصول عل السلع والخدمات المختلفة. ثم توزيعها بين الاستهلاك الحالي والمستقبلي وذلك بين مختلف مكونات المجتمع.

وعرّفه ريمون باغ (1924-2007) في كتابه (الاقتصاد السياسي) بأنّه علم إدارة الموارد النادرة في مجتمع إنساني.

خلاصة التعريفات

تعريف علم الاقتصاد

adv-r-750-200

بناء عل ذلك ومن دراسة ومراجعة عدد من التعريفات نحصل على خلاصة: أنّ علم الاقتصاد economics هو أحد العلوم الاجتماعيّة الذي يدرس المشكلة الاقتصادية المتمثلة بندرة الموارد ومحدوديتها وطرق استعمالها من أجل الحصول على إشباع حاجات المجتمع المختلفة وغير المحدودة. وهو بكلام خر علم إدارة الموارد المحدودة من أجل تلبية الحاجات غير المحدودة. فموضوعه هو الثروة الاجتماعية من جهة، وسلوك الإنسان الاقتصادي من جهة ثانية.

ومن جهة أخرى فإنه يهتم بأحد وجوه النشاط الإنساني في العالم. وهو النشاط الاقتصادي الذي يشتمل على جميع تصرفات الأفراد التي تتصل بكل من الإنتاج والتبادل والاستهلاك والتوزيع (الاقتصاد الجزئي). وأيضاً ما يتفرع عنها من ظواهر اقتصادية مثل التنمية والدخل والادخار والاستثمار والتضخم والدورات الاقتصادية والبطالة وغيرها (الاقتصاد الكلي).

“اقرأ أيضاً:ظاهرة غسيل الأموال “

أقسام علم الاقتصاد

عموماً يميز الاقتصاديون قسمين لعلم الاقتصاد أو نوعين للتحليل الاقتصادي وهما التحليل أو الاقتصاد الجزئي micro economics والتحليل أو الاقتصاد الكلي (macro economics). وكما وجدت تسميات كثيرة لهذين القسمين لكن المسميين السابقين هما الأكثر استخداماً بين الاقتصاديين. وفي ما يلي نتعرف عليهما:

“اقرأ أيضاً:العملات الرقمية الإلكترونية”

الاقتصاد الجزئي

يهتم بتحليل ودراسة سلوك وقرارات الفرد(منتج – مستهلك – فرد – شركة) والمؤشرات الاقتصادية الناتجة عن هذا السلوك والقرارات. وكذلك دراسة التفاعل بين الأفراد (عملاء ومنافسين) داخل السوق المحليّة. وذلك في ضوء ندرة الموارد والقوانين الاقتصاديّة التي تحكم السوق. بهدف فهم آلية اتخاذ القرار عند الفرد.

وبالتالي من أهم مبادئ علم الاقتصاد الجزئي:

1- مبدأ العرض والطلب:

العرض: يعبّر العرض عن كمية السلعة التي يرغب ويستطيع البائع(المنتج) عرضها وبيعها في السوق بأسعار معينة، وخلال فترة زمنية معينة. وقانون العرض يعبّر عن وجود علاقة طرديّة بين التغيّر في الكمية المعروضة. والتغيّر في سعر السلعة بافتراض ثبات العوامل الأخرى.

الطلب: يعبّر الطلب عن رغبة الفرد المصحوبة بالقدرة على شراء سلعة ما، عند سعر معين وخلال فترة زمنية معينة، وبافتراض ثبات العوامل الأخرى.

وبالتالي يتم تحديد أسعار السلعة في السوق وفقاّ لهذين المبدأين.

“اقرأ أيضاً:دوامة الديون”

2- مبدأ المنفعة الحديّة:

تعني المنفعة الحديّة الرضا الإضافي الذي يحصل عليه المستهلك نتيجة تلّقيه وحدة إضافية من سلعة أو خدمة ما. وكما أنّ الفائدة تزداد في بداية استهلاك السلعة ثم يقل هذا التزايد مع استهلاك كميات إضافية من السلعة.

 

3-مبدأ تكلفة الفرصة البديلة:

الاقتصاد الجزئي والاقتصاد الكلي

تعني عملية الاختيار والمفاضلة بين الخيارات والبدائل المتاحة عند اتخاذ قرار ما. وكذلك تعبر عن الخسائر أو الفوائد الضائعة نتيجة الخيارات المستبعدة.

“اقرأ أيضاً:الربح من الإنترنت بدون رأس مال “

الاقتصاد الكلي

يهدف إلى فهم الاقتصاد المحلي والعالمي وتطويرهما، لا سيما وأنّه يدرس المنظومة الاقتصادية ككل. ويحاول فهم تأثير العوامل الاقتصادية على المنظومة الاقتصادية(للدول والقارات والتجمعات الدولية). وكذلك يهتم بدراسة العوامل ذات التأثير طويل الأجل على الاقتصاد. ومن العوامل التي يدرسها علم الاقتصاد الكلي:

  1. معدلات النمو الاقتصادي.
  2. البطالة.
  3. الناتج المحلي الإجمالي.
  4. الدخل والإنفاق القومي.
  5. العرض الكلي.
  6. التضخم.
  7. السياسة النقديّة.

في النهاية إنّ أهميّة دراسة علم الاقتصاد(الاقتصاد الجزئي والاقتصاد الكلي) وتاريخه تنبثق من أنّ التطور الاقتصادي يمثل وجهاً من وجوه التطور في التاريخ. وإنّ تحليل المجتمع لا يمكن أن يكون تاماً إذا استبعد الجانب الاقتصادي من التحليل.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن