قائمة المحتويات
شجرة النخيل في الإمارات، تُمثل رمز القوة، الثبات، والصبر. منذ أن تأسست الإمارات عام 1971، حرِص مؤسس الدولة الشيخ زايد (رحمه الله) على غرس هذه الشجرة المباركة في أراضي الإمارات، حتى صارت تعم جميع أرجاء الدولة. فارتبطت النخيل في نفوس الشعب الإماراتي، حتى صار وجودها وذكراها مصدرًا لمشاعر الفخر، الأمان، والانتماء. في هذا المقال، ستتعرف أكثر عن شجرة النخيل في دولة الإمارات.
مواصفات شجرة النخيل
لدى النخيل مواصفات مميزة لا تشبهها فيها الأشجار الأخرى. تمتاز النخلة بجذورها القوية المثبتة في الأرض جيدًا، وساقها العريضة، والسعف الموجود في أعلاها حيث تنتج الثمار في قمتها وكأنها ترتدي أقراطًا. ويختلف طول وعرض النخيل من واحدة إلى أخرى، إذ يمكن ملاحظة فارق الطول والعرض بينهما. وللنخلة قوة تحمل كبيرة إذ يمكنها الصمود أمام درجات الحرارة العالية والمنخفضة، والعواصف القوية.
أهمية شجرة النخيل في الإمارات
أهمية النخيل في الإمارات
في العصر القديم وحتى هذه اللحظة، تحظى شجرة النخيل بمكانة عالية في قلوب الشعب الإماراتي، وخاصةً المزارعين منهم. فهي مرتبطة بالجانب الغذائي، الاجتماعي، الفني، الثقافي، الترفيهي، الشخصي، والمالي في حياة الشعب الإماراتي. إذ تمثل شجرة النخيل في الإمارات غطاءً نباتيًا يناسب جوها الحار، وزينة لأراضيها الصحراوية.
علاوة على إنتاجها لثمار التمر الذي يُعد غذاءً أساسيًا، كما يمكن الاستفادة من خوصها الموجود في قمتها بصناعة الأدوات كأغطية الطعام، سفرة الطعام، المهفة اليدوية وغيرها من الأدوات الأخرى. ويتم جني المال من خلال بيع ما يتم إنتاجه من النخيل. تشارك النخيل في ألعاب الأطفال أيضًا مثل لعبة (خيل يريد) و(المروهة).
وبالنخيل تكتمل الأجواء التقليدية والقيم الاجتماعية في كل بيت إمارتي، فعلى سبيل المثال، يتم تقديم التمر والقهوة معًا عند تأدية واجب الضيافة.
“اقرأ أيضاً: طريقة زراعة الجاردينيا في المنزل“
أنواع شجرة النخيل في الإمارات
أنواع النخيل في الإمارات
يوجد حوالي 250 نوعًا من النخيل يتم زراعته في دولة الإمارات. يختلف كل نوع عن الآخر من ناحية نسبة تواجده في الدولة، مناطق زراعته، نوع الثمار التي تختلف من ناحية الشكل والطعم والقوام واللون، أصل قدوم الصنف من أي دولة، وموسم الإزهار والنضج. فيما يلي بعض أنواع النخيل التي يتم زراعتها في الإمارات:
- أشهل الحسا.
- أبو فقوس.
- أم السلة.
- أم رحيم.
- أنوان.
- أبو العذوق.
- أبو كيبال.
- الخنيزي.
- اللولو.
- برحي.
“اقرأ أيضًا: نبتة الشمعة“
موسم زراعة النخيل بالإمارات
موسم زراعة النخيل بالإمارات
يمكن غرس فسائل النخيل في أي موسم من مواسم السنة، طالما لا توجد موجات حر حارقة ولا موجات برد قارسة في المناخ. إلا أن أفضل المواسم لغرس الفسائل هما موسم الربيع (من مارس إلى مايو) وموسم الخريف (من أغسطس إلى أكتوبر). وحسب ما تشير إليه تجارب وزارة الزراعة، فإن أفضل موسم لغرس الفسائل هو موسم الخريف.
“اقرأ أيضًا: زراعة النعناع في المنزل“
البيئة المناسبة لزراعة شجرة النخيل في الإمارات
تتطلب زراعة النخيل وجود المناخ والتربة المناسبين. يشمل المناخ العناصر الآتية: الرياح، الرطوبة والأمطار، درجة الحرارة، والضوء. بشكل عام، يُفضل غرس الفسائل في مناخ ذي درجة حرارة 32 إلى 38 درجة مئوية، مع التعرض إلى الضوء الكافي خلال فترة النهار.
ومن المهم أن يكون الجو جافًا أثناء عملية تلقيح النخيل وإنتاج الثمار، كذلك الرياح القوية التي تؤثر على جودة إنتاج الثمار، والتي من الممكن أن تتسبب بجلب الحشرات والجراثيم الضارة للنخيل، فلا بد من مراعاة قوة هبوب الرياح.
أما عن التربة، فهي تنمو في جميع أنواع الأتربة. ومن الأفضل أن تكون التربة عميقة لتحوي جذور النخلة، ذات درجة قلوية منخفضة، تحتفظ بالرطوبة، قليلة الملوحة، وتحتوي على السماد العضوي المغذي أو الدبال (humus).
اختيار المناخ والتربة المناسبين سيؤثر حتمًا على بنية النخيل وجودة إنتاج الثمار.
طريقة زراعة النخيل في الإمارات
زراعة النخيل في الإمارات
تمر عملية زراعة شجرة النخيل في الإمارات أو غرس الفسائل بعدة مراحل، وللحصول على نخيل قوي وحيوي، عليك تنفيذ كل مرحلة بعناية فائقة، تعرف على أبسط 4 خطوات لزراعتها:
- اختيار الفسيلة:
اختيار نوع الفسيلة يجب أن يتوافق مع المنطقة والمناخ، فليس جميع أنواع الفسائل تزرع في جميع المناطق وإنما لكل منطقة لها نوعها المحدد. وعلى الفسيلة أن تصل إلى العمر المناسب ليتم اقتلاعها من النخلة الأم وغرسها بمكان آخر، ويُفضل أن تبلغ ثلاث إلى أربع سنوات، وتزن من 20 إلى 25 كيلو جرام.
- تجهيز الأرض لغرس الفسيلة:
يتم حفر الأرض عميقًا بمقدار واحد متر مكعب، وتترك الحفرة مفتوحة طوال اليوم لتتم تهويتها. وفي حالة وجود العديد من الفسائل لغرسها، لا بد أن تكون الحفر متباعدة بمقدار ثمانية أمتار تقريبًا.
- اقتلاع الفسيلة وغرسها في الحفرة:
بعد اختيار الفسيلة وتجهيز مكان الغرس، يتم اقتلاعها من جذورها برفق من النخلة الأم ويُقص سعفها اليابس، ويُربط سعفها الأخضر معًا. وبعدها يتم غرسها في الحفرة بشكل مائل قليلًا باتجاه معاكس للرياح في وقت الصباح، وتوضع كمية من التربة في الحفرة مع سقيها بالماء ثم توضع كمية أخرى من التربة وتُسقى بالماء إلى أن تمتلئ الحفرة بالتراب. بعدها، يتم عمل حوض بالتراب حول الفسيلة بمقدار 50 إلى 60 سم.
- نقل الفسيلة لمكان آخر:
في حالة نقل الفسيلة إلى مكان بعيد أو عدم غرسها في الأرض مباشرةً بعد اقتلاعها، يجب الاحتفاظ بالتراب المحيط بالجذور ولفها بالخيش وترطبيها بالماء، وتغطية سعفها بالخيش أيضًا، مع وضعها في مكان مظلل.
- ري الفسيلة بعد غرسها:
تختلف نسبة ري الفسيلة من منطقة إلى أخرى أيضًا، على حسب الظروف المناخية في تلك المنطقة ونسبة وجود الماء في باطن أرضها. ويتم ري جذور الفسيلة مباشرةً بعد غرسها في الأرض ولمدة أربعين يومًا متتاليًا من دون أن يلامس الماء الفسيلة نفسها. يجب تجنب ري الفسيلة بالماء كثيرًا، وريها في الفترات الصباحية والمسائية، بعيدًا عن فترات الظهر الحارة.
“اقرأ أيضًا: زراعة الجرجير“
آفات وأمراض شجرة النخيل
النخيل أشجار معرضة للخطر من قِبل الآفات والأمراض التي تتسبب بموتها، الإضرار ببنيتها وسعفها، أو تؤثر على عملية التلقيح وإنتاج الثمار. ومن الأمثلة على الآفات التي تصيب النخيل هي سوسة النخيل الحمراء، حفار ساق النخيل ذو القرون الطويلة، دوباس النخيل. أما الأمراض فهي مثل مرض تبقع الأوراق، مرض الوجام، ومرض اللفحة السوداء. وهنا عليك أن تحرص على معرفة طرق الوقاية والعلاج لكل آفة ومرض.
“اقرأ أيضًا: زراعة القطن“
الأسئلة الشائعة حول شجرة النخيل في الإمارات
في أي موسم يتم زراعة شجرة النخيل في الإمارات؟
يتم زراعة النخيل في موسمي الربيع والخريف، ويُفضل زراعتها في موسم الخريف.
كم عدد أنواع النخيل في الإمارات؟
يوجد 250 نوعًا من النخيل في الإمارات.
في نهاية المقال، وبعد أن تعرفنا على معلومات أكثر عن شجرة النخيل في الإمارات ومدى أهميتها، يتضح لنا بأنها شجرة كريمة، مباركة، ومعطاءة. فقد كانت ومازالت تمدنا بخيراتها دون انقطاع، وتشاركنا في معظم لحظاتنا ومناسباتنا. وكمخلوقات تعيش معها في هذه الحياة، لا يسعنا سوى أن نجازيها بالاهتمام والامتنان، وتبادل المحبة، حتى يدوم الوصال بيننا.