المعماري لويس باراغان؛ العمارة وعبقرية التلاعب في اللون والملمس والظل والنور

قائمة المحتويات
ولد لويس باراغان في مدينة غوادالاخار في المكسيك سنة 1902م، ويعد من أهم الشخصيات المعمارية المكسيكية الحديثة. وقد أكسبه ذلك أسلوبه الخاص وشخصيته الفريدة، إذ يمكن التعرف بسهولة على أعماله من خلال طابعه الخاص المميز باستخدام الألوان والنباتات والضوء الطبيعي والماء كعناصر أساسية في مشاريعه. وبالرغم من إنجاز العديد من المشاريع المهمة والمميزة والتي نتيجتها حاز على جائزة البريتزكر، إلا أن شهرته لم تصل إلى مستوى أعماله وبقي ضمن قائمة المعماريين المنسيين.
بدايته المعمارية
ولد Luis Barragan في مدينة غوادالاخارا (Guadalajara) سنة 1902م، وتربى في أسرة ثرية من مالكي الأراضي تهتم بالتعليم. درس باراغان الهندسة المدنية وتخرج منها عام 1923م وسافر إلى أوروبا عام 1925م، حيث الهندسة المعمارية المثيرة ومناظر الطبيعة الخلابة وتخطيط المدن الرائع. لينخرط بعدها في الهندسة المعمارية ويعود إلى المكسيك للبدء في أولى مشاريعه في العمارة والتصميم.
حيث سافر بعدها مجدداً إلى أوروبا عام 1931م، وهناك التقى بالمصمم والكاتب وفنان الكاريكاتير الفرنسي (فرديناند باك) وفنان الجداريات (خوسيه كليمنتي أوروزكو) كما التقى بالمهندس المعماري والمخطط الشهير (لوكوربوزييه). وقد تأثر كثيراً في عمارة غرناطة في إسبانيا كما أثرت به عمارة الطين شمال إفريقيا واستطاع من خلال تصاميمه أن يجمع بين الروحانية والهندسة.
أعمال لويس باراغان
منزل لويس باراغان
رغم أن الأرشيف يتضمن الكثير من مشاريع وتصميمات وأعمال لويس باراغان، إلا أن بعضاً منها فقط لاقى الشهرة. وأهم 4 أعمال له في الهندسة المعمارية:
- بيت لويس براغان
أو كما يسمى (Casa Barragan)، يقع بيت لويس براغان في تاكوبايا في مدينة مكسيكو، بني عام 1948م وقد شكل مكان إقامته حتى وفاته وأدرج في لائحة التراث العالمي في منظمة اليونسكو عام 2004.
- حدائق بيدريجال
(Jardines del pedregal)، تمثل تطوير حضري كبير قدم المعماري من خلالها أسلوب جديد للعيش بطابع مكسيكي حديث.
- تخطيط مدينة تابعة جديدة
صممها وخططها مع المهندس (خوان سوردو مادالينو)، بحيث كان من المفروض أن تضم 100000 نسمة.
- أبراج الأقمار الصناعية
(Torres de satelite)، وقد كان تصميمها بالتعاون مع التحات (ماثياس جورتيز) ويمثل تمثالاً حضرياً.
وفي عام 1979م، دعا Luis Barragan المعماري (راؤول فيريرا) ليصبح شريكاً له. وتم إنشاء مكتب (Barragan + Ferrera Asociados)، وتم فيه تطوير العديد من المشاريع الكبرى إضافة لتنفيذ معلم مدينة مونتيري.
“اقرأ أيضاً: مكتبة فرنسا الوطنية“
فلسفة لويس باراغان
دمج عناصر الطبيعة مع الخطوط المستقيمة
تأثرت فلسفة لويس باراغان بالحداثة الأوروبية بعد أن التقى بالمعماري (لوكوربوزييه)، ويظهر ذلك بشكل واضح خلال تصاميمه التي اعتمدت على الخطوط المستقيمة الصريحة، كما سعى لجعل الهندسة المعمارية عاطفية مستخدماً الألوان المختلفة والمواد الطبيعية كالحجر والخشب، ومدخلاً عناصر طبيعية كالضوء (Light) والنباتات والعناصر المائية التي منحت تصاميمه طابعها المميز. وبذلك دمجت فلسفته بين الحداثة الأوروبية وأسلوبه الخاص المميز.
“اقرأ أيضاً: السياحة في نيوزيلندا“
من أقوال لويس باراغان

أبراج الأقمار الصناعية
على عكس مقولة المعماري السويسري (لوكوربوزييه) بأن: “السكن آلة للعيش”، فقد تبنى المعماري المكسيكي Luis Barragan موقفاً عاطفياً تجاه العمارة. وظهر ذلك في أقواله:
- “أي عمل معماري لا يعبر عن الصفاء هو خطأ”.
- “من الضروري للمهندس أن يعرف كيف يرى، أعني؛ أن يرى بطريقة لا يطغى عليها التحليل العقلاني على الرؤية”.
- “لقد استخدمت دائماً الأشكال المنخفضة وبشكل دائم الزوايا القائمة. في جميع الأوقات في عملي كنت أفكر في المستويات الأفقية والرأسية وزوايا التقاطع، وهذا يفسر الاستخدام المتكرر للمكعب في بنيتي”.
“اقرأ أيضاً: بنك دبي الإسلامي“
تأثير فلسفة باراغان
استخدام الألوان الزاهية
يظهر تأثير فلسفة باراغان في أعمال المعماريين المعاصرين في المكسيك. حيث لعب دور المستشار للعديد من المعماريين المكسيكيين والدوليين في تصميم وتنسيق المواقع والمناظر الطبيعية، إذ كان يمتلك قدرة بارعة في تخيل المساحات الخارجية وتناسقها مع الداخل، وقد استشاره المعماري (لويس كان) رسمياً بخصوص المساحة الخارجية لمجمع مباني معهد سالك في كاليفورنيا. وقد اقترح عليه وجود ساحة مفتوحة مع عنصر مائي بينها تضفي على الموقع الروحانية والطابع الخاص، وقد شكلت هذه الساحة لاحقاً المكان الأكثر دهشة في مجمع المباني تلك.
جائزة بريتزكر
على الرغم من أعمال المعماري المكسيكي الكثيرة والضخمة، إلا أنه لم يحظَ بشهرة واسعة، إلى أن تم تكريمه عام 1975م في متحف الفن الحديث في نيويورك، والتي تسلك بعدها في عام 1980م جائزة بريتزكر، ليكون لويس براغان هو المعماري الثاني الذي يتسلم هذه الجائزة عن مجمل أعماله. وقد أدرج بعد ذلك منزله في لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو كموقع تراث عالمي عام 2004م.
“اقرأ أيضاً: النقود والتضخم النقدي“
وفاته
توفي معماري المكسيك عن عمر يناهز الستة وثمانين عاماً في مدينة مكسيكو سيتي، وقد خلف إرثاً معمارياً مهماً ومجموعة متنوعة من الكتب التي وزعت على مجموعة من أصدقائه. فتسلم صديقه (أوسكار أجناسيو غونزاليس) أغراضه الشخصية، وحصل شريكه (راؤول فيريرا) على المحفوظات وحقوق التأليف والنشر، والتي بيعت بعد وفاته في معرض (ماكس بروتيتش) في نيويورك.
كما عرضت الوثائق على متحف (فيترا) للتصميم الذي خطط لإنشاء معرض خاص بأعماله عن طريق جمع أشيائه ومحفوظاته التصميمية والمعمارية. وبعد الحصول عليها كاملةً نقلت إلى مؤسسة باراغان في سويسرا.
“اقرأ أيضاً: شركات البترول العربية الرائدة“
مؤسسة باراغان
تعد هذه المؤسسة مؤسسة غير ربحية تسعى لنشر المعرفة حول أعمال المعماري لويس براغان بالاحتفاظ بأرشيفه ودراسة المصادر التاريخية وإنشاء معارض ومنشورات له، إضافةً لتزويد المؤسسات ومراكز الأبحاث بالمساعدة والخبرة.
“اقرأ أيضاً: الدرهم الإماراتي“
الأسئلة الشائعة حول لويس باراغان
من بنى منزل كاسا باراغان (Casa Barragan)؟
بنى منزل كاسا باراغان المعماري المكسيكي لويس باراغان، وقد كان مكان إقامته حتى وفاته وأدرج في لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو كموقع تراث عالمي عام 2004م.
بماذا اشتهر المعماري لويس براغان؟
عرف المعماري المكسيكي لويس باراغان بتركيزه على الظل والنور واللون والملمس والشكل، وقد حصل على جائزة البريتزكر كثاني معماري يفوز بالجائزة.
لويس باراغان وبالرغم من عدم اكتسابه الشهرة الواسعة، استطاع اكتساب لقب ثاني فائز في جائزة بريتزكر وهي الجائزة الأضخم في عالم الهندسة المعمارية عن جميع أعماله. التي أدخل فيها العناصر الطبيعية الخضراء والعناصر المائية، إضافة لعنصر اللون الزاهي والملمس المختلف والتلاعب بحركة الظل والنور التي أعادت للعمارة المكسيكية رونقها وخلقت للمستخدم تجربة فريدة ومميزة بعبقريته الباهرة.