اضطراب ما بعد الصدمة؛ أسبابه وأعراضه وأهم طرق العلاج

قائمة المحتويات
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)؛ يعد اضطراب ما بعد الكرب أحد الاضطرابات النفسية التي تحدث نتيجة التعرض لمواقف حياتية شديدة الصعوبة. على الرغم من كونه وارد الحدوث لأي شخص من كل الأجناس والأعمار والأعراق، إلا أن النساء هم الأكثر عرضة للإصابة به بمعدل الضعف بالنسبة للرجال.
التعريف بمرض اضطراب ما بعد الصدمة
عند التعرض بصدمة أو حادث عنيف، يحدث في الدماغ رد فعل طبيعي انعكاسي، مثل الخوف أو التوتر أو الشهور بالرعب. في الظروف الطبيعية ينتهي رد الفعل الانعكاسي بانتهاء الحادث، أما في حالة اضطراب ما بعد الكرب فإن المريض يظل عالقا في مرحلة رد الفعل الانعكاسي؛ فيستمر مع الشعور بالخوف والقلق والهلع، وتراوده أفكار مزعجة وكوابيس بشكل مستمر متعلقة بالصدمة التي لاقاها، فيبدأ المريض بالانعزال عن المحيطين به.
اقرأ أيضًا: “الأرق المفاجئ؛ أبرز الأسباب التي تحرمنا متعة الاستغراق بالنوم“
أسباب الإصابة بمرض PTSD
أسباب اضطراب ما بعد الصدمة
السبب الأساسي للإصابة بمرض اضطراب ما بعد الصدمة (Post-traumatic stress disorder) هو التعرض لحدث قوي يفوق الاحتمال، سواء كان هذا الحدث مع الشخص أو مع أحد الأشخاص المحيطين به. ويختلف هذا الحدث من شخص إلى آخر؛ فيشمل:
- الحروب.
- أعمال العنف، مثل: السرقة، والسطو، وحوادث الاختطاف، والاعتداءات بأنواعها.
- الكوارث الطبيعية، مثل: الزلازل، والعواصف والبراكين.
- الحوادث المفاجئة، مثل: حوادث السيارات، والغرق والحرائق.
- موت أو فقدان أحد الأشخاص المقربين.
أعراض اضطراب ما بعد الكرب
يختلف ظهور أعراض (PTSD) من شخص إلى آخر، ولكن في الأغلب تبدأ الأعراض بالظهور بعد 6 أشهر من التعرض للصدمة، وفي قليل من الأحيان تبدأ بعد عام من الصدمة. تشمل الاضطراب أربع أنواع من الأعراض، تظهر تباعًا على المريض، وهي على النحو التالي:
استرجاع الماضي
تبدأ الذكريات المؤلمة والأفكار المتعلقة بالصدمة بالسيطرة على المريض، فيقوم باسترجاع تفاصيل ما مر به ومعايشته من جديد. يحدث ذلك مرارًا وتكرارًا، ونتيجة لذلك تحدث في الجسم ردود فعل نفسية مثل: الكوابيس المفزعة المنعلقة بالصدمة، وردود فعل جسدية مثل الارتجاف الشديد وزيادة التعرق.
تجنب المواقف والأماكن
يبدأ المريض في الابتعاد عن كل ما يذكره بالحادث سواء كان أماكن أو أشخاص أو مواقف وحتى المؤثرات البصرية والسمعية المتعلقة به. قد يصل الأمر إلى العزلة الاجتماعية؛ فينعزل عن المحيطين به، ويتوقف عن القيام بأنشطته اليومية وهواياته المعتادة.
تغيرات في الحالة المزاجية والإدراك
تراود مريض اضطراب ما بعد الصدمة العديد من المشاعر السلبية الحادة، مثل: الخوف الشديد، والقلق الدائم، والغضب غير المبرر، والشعور بالذنب وتأنيب الضمير وجلد الذات، مما يزيد من اكتئابه ورغبته في الابتعاد عن الجميع.
التغيرات الانفعالية من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة
- الانفعال الزائد.
- نوبات الهلع والغضب.
- الشعور بالتهديد.
- الترقب والشعور بالخوف.
- الأرق وصعوبة النوم.
- صعوبات في التركيز.
- الحزن الشديد والاكتئاب.
- الصداع المستمر.
- نسارع ضربات القلب.
اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال
يصيب اضطراب ما بعد الكرب بعض الأطفال عند تعرضهم لصدمات تفوق قدرة احتمالهم، وتختلف الأعراض من طفل إلى آخر بحسب عمره، حيث:
- تظهر الأعراض عند الأطفال الأصغر من 6 سنوات على هيئة تبول لا إرادي، والالتصاق الشديد بأحد الوالدين أو الأخوة، والتوقف عن الكلام.
- الأطفال الأكبر من 6 سنوات تظهر لديهم ردود فعل هجومية غير مبررة، والكآبة والانعزال الاجتماعي.
- قد يعيد الطفل تمثيل ما تعرض له أثناء اللعب.
- بعد الأطفال تظهر لديهم أعراض تشبه أعراض البالغين.

تشخيص اضطراب الكرب
الغالبية العظمى ممن يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة قد لا يعترفون بوجود مشكلة لديهم؛ نتيجة خوفهم أو ترددهم من مناقشة الأمر واسترجاع أحداث الصدمة. يستطيع المختص تشخيص المرض من خلال سؤال الشخص أو المحيطين به عن الأعراض التي يعانيها، ولكن لا بد من استمرار الأعراض السابق ذكرها أو بعضها لمدة لا تقل عن شهر بصورة قوية تؤثر على الحياة اليومية الطبيعية للشخص وعلاقته بالمحيطين به.
علاج اضطراب الصدمة
علاج اضطراب ما بعد الكرب
يعتمد علاج اضطراب ما بعد الكرب بشكل أساسي على التخفيف من الأعراض الناتجة عن الصدمة، ومساعدة المصاب على استيعاب الحادث الذي مر به بشكل أفضل. يجب أن يتم تقديم العلاج على يد طبيب نفسي مختص؛ إذ تنقسم خطة العلاج إلى عدة محاور، وهي على النحو التالي:
العلاج بالأدوية الطبية
عادة ما يصف الطبيب مجموعة من العقاقير الطبية التي تساعد المريض على التحكم في مشاعره السلبية، مثل: التوتر والخوف والقلق. وتتمثل هذه الأدوية في مضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان، والمهدئات لمساعدة المريض على النوم بدون كوابيس مزعجة، وفي بعض الأحيان يتم وصف أدوية ضبط ضغط الدم للتخفيف من أثر الذكريات المؤلمة.
العلاج السلوكي المعرفي
يمكن تسميته العلاج بالمواجهة أو بالصدمة، حيث يتضمن تذكير المريض بالحدث المؤلم، ومساعدته في التعبير عن كل ما شعر به أثناء الحدث وبعده، والتخلص من أي أفكار سلبية متعلقة به. هذا النوع من العلاج يساعد المريض في رؤية الصدمة من زوايا أخرى وتحليل أبعادها بطريقة سليمة وبالتالي إزالة الحساسية تجاهها. يتم هذا النوع من خلال العلاج بطريقتين:
- الطريقة الفردية بين الطبيب والمريض.
- الطريقة الجماعية بين المريض وأشخاص آخرين يعانون من حادث مشابه.
العلاج النفسي
يستمر العلاج النفسي لمدة تصل إلى 12 أسبوع، يهدف إلى تغيير أفكار المريض من خلال التعرف على الأنماط الصحيحة للتفكير وتحليل الأمور بطريقة سليمة. في هذه المرحلة يحتاج المريض إلى الدعم من المحيطين به، ولتشجيعه على تخطي مخاوفه ومواجهتها.
نصائح للتعامل مع مصاب اضطراب ما بعد الكرب
يعد دعم العائلة والأصدقاء لمريض اضطراب الكرب أحد أهم الدعائم الأساسية لنجاح العلاج، وهناك بعض النصائح الواجب اتباعها عند التعامل مع المريض، وهي:
- مراعاة الحالة النفسية التي يمر بها، وعدم الاستهانة بمشاعره.
- تشجيعه على التحلي بالقوة والشجاعة لمواجهة مخاوفه.
- عدم انتقاده أو مجادلته عند ذكره للصدمة التي مر بها.
- مساعدته على تلقي الجرعات الصحيحة من دوائه في مواعيدها.
- مشاركته في شغل أوقات الفراغ بممارسة الرياضة أو التنزه أو ممارسة هواياته المفضلة.
- تقديم الأطعمة الصحية التي تعمل على تقليل التوتر.
- طلب المساعدة الطبية على الفور عند عدم قدرته على التحكم في مشاعره أو أفعاله.
الأسئلة الشائعة حول اضطراب ما بعد الصدمة
ما هي العوامل التي تزيد الحالة سوءًا؟
- التعرض للحادث في سن صغير.
- أن يكون أحد الأبوين أو أحد أفراد العائلة سببًا في الصدمة.
- استمرار الحدث المؤلم لفترة زمنية طويلة.
- استمرار التواصل من المتسبب في الصدمة.
- لجوء المصاب للعزلة وتجنب الاختلاط بأي شخص.
ما هي مضاعفات اضطراب الصدمة؟
يسبب تأخر علاج اضطراب ما بعد الكرب الكثير من المشاكل والصعوبات الحياتية، وبالتالي الإصابة بالاكتئاب، وقد يؤدي ذلك في كثير من الأحيان إلى اللجوء للمشروبات الكحولية والمواد المخدرة للهروب من الواقع، وقد يصل الأمر إلى التفكير في إيذاء النفس أو الانتحار.
هل يمكن الوقاية من الإصابة باضطراب الكرب؟
في الواقع لا يمكن تجنب حدوث الصدمات القوية، إذ أن الجميع معرضون لها، ولكن طريقة التفكير وتحليل الأمور والتعامل مع الصدمة هي التي تحدد ما إن كان الشخص سوف يعاني من الاضطراب أم لا، وفي حال التعرض لصدمة يفضل استشارة الطبيب النفسي للحد من تفاقم الأمر فيما بعد.
اضطراب ما بعد الصدمة أو ما يطلق عليه اضطراب ما بعد الكرب أحد الاضطرابات النفسية الشائعة، تكمن خطورته في أعراضه، لذا يجب الإسراع في تقديم الدعم الطبي والنفسي والعائلي للخروج من الأزمة بسلام.