أزمة الفشل المالي؛ تعريفها ومراحلها وأسبابها ومحددات التنبؤ بها

قائمة المحتويات
تعد أزمة الفشل المالي إحدى أخطر الأزمات التي ممكن أن تتعرض لها شركة أو منشأة اقتصادية، إذ تنشأ العديد من الشركات وفقاً لدراسات اقتصادية ومالية طويلة تؤدي إلى استمرار نجاحها. إلا أن الفشل في بعض هذه الدراسات يؤدي ببعض الشركات إلى أزمات مالية عديدة تعد أخطرها أزمة الفشل المالي، حيث يعرض هذا المقال تعريف أزمة الفشل المالي ومراحلها وأسبابها وكيفية التنبؤ بها.
تعريف أزمة الفشل المالي
أزمة الفشل المالي لمنشأة اقتصادية ما يمكن تعريفها على أنها عملية متراكمة وليست آنية أو لحظية، تتسبب في عدم قدرة المنشأة على سداد الالتزامات الواجبة عليها أو الوفاء بالتزامات جديدة. وتحدث نتيجة أسباب داخلية وخارجية مختلفة وتمر في عدة مراحل وأهم 3 أشكال لها:
- الفشل الاقتصادي: لا يؤدي إلى توقف المنشأة عن العمل في هذه المرحلة، ويحدث عندما يكون عائد الاستثمار أقل بكثير وباستمرار من رأس المال المستثمر به. بحيث تكون الإيرادات غير كافية لتغطية نفقات المنشأة وتكاليفها.
- الفشل القانوني: ويكون عندما تعلن المحكمة وبشكل رسمي عن إفلاس منشأة ما، ليصار إلى حل الشركة وتصفيتها أو إعادة هيكلتها من جديد.
- الفشل المالي: ويحدث فيه عجز المنشأة عن سداد التزاماتها بسبب عدم توفي السيولة الكافية.
مراحل ازمة الفشل المالي
مراحل أزمة الفشل المالي
يمكن أن تمر كل منشأة تتعرض لازمة الفشل المالي بكافة مراحلها، وحيث أنها عملية متراكمة وليست لحظية فتتلخص مراحل أزمة الفشل المالي بما يلي:
- مرحلة الولادة: وتلاحظ بعدة مؤشرات منها انخفاض في السيولة وعجز المنشأة عن تأمين تسهيلات ائتمانية وقلة الطلب على المنتجات وغيرها، ويمكن في هذه المرحلة معالجة المشكلة الظاهرة وتدارك الأمر لتفادي الوقوع في الفشل المالي لاحقاً.
- مرحلة العجز النقدي: تكون فيها المنشأة غير قادرة على سداد الالتزامات المترتبة عليها، مع وجود أصول للمنشأة تمكنها من الاقتراض بناءً على ضمان هذه الأصول، وفي حال لم يتم تدارك الأمر في هذه المرحلة تتفاقم الأزمة وتزداد الخطورة.
- الإعسار المالي: تتفاقم فيها مشكلة العجز النقدي وتضطر فيها المنشأة إلى إصدار السندات عالية الفائدة مقارنة بالفائدة السوقية السائدة، بسبب ضعف القوة الإيرادية والعجز عن الوفاء بالالتزامات وسداد الديون. وإذا لم تتمكن المنشأة من تأمين المال اللازم لسداد المستحقات فتدخل في المرحلة الرابعة للفشل المالي، وهي الإفلاس.
- مرحلة الإفلاس: تكون في هذه المرحلة قيمة أصول المنشأة أقل من القيمة اللازمة لسداد الديون والوفاء بالالتزامات، بحيث تصل إلى مطالبات قانونية من قبل الدائنين إلى أن تدخل في المرحلة الأخيرة من مراحل الفشل المالي.
- إعلان الإفلاس: وهي المرحلة الأخيرة من مراحل الفشل المالي، يتم فيها إعلان إفلاس هذه المنشأة بالشكل القانوني من قبل المحكمة وتتخذ إجراءات قانونية لاستعادة الحقوق المترتبة للدائنين.
“اقرأ أيضاً: مفهوم المشاريع الاستثمارية“
أسباب أزمة الفشل المالي
أسباب أزمة الفشل المالي
تختلف أسباب أزمة الفشل المالي من بيئة إلى أخرى ومن منشأة إلى أخرى نتيجة اختلاف سياسات المحاسبة والبيئات الاجتماعية والاقتصادية إضافة لرأس المال المستثمر به، وتقسم أسبابها عامةً إلى قسمين:
- أسباب داخلية: وتشمل أسباب إدارية ومالية وتسويقية وإنتاجية.
- أسباب خارجية: وتشمل التضخم النقدي ووضع سعر الصرف والتغير التكنولوجي والأزمات السياسية والكوارث الطبيعية.
ونورد هذه الأسباب بالتفصيل.
الأسباب الإدارية: تتعلق بالسياسة الإدارية المتبعة في المنشأة والصراعات الحاصلة بين أصحاب المصلحة، إضافةً لعدم وضع العاملين المناسبين في المكان المناسب وضعف الأنظمة المعلوماتية وملاءمة وقت توافرها.
الأسباب المالية: تتعلق بعدم الكفاية لرأس المال المستثمر والارتفاع في ديون المنشأة والانخفاض في نسبة الأرباح مقارنةً بزيادة مصاريف وتكاليف المنشأة، ما يدفعها إلى بيع الأصول قسراً.
الأسباب التسويقية: تتعلق بعدم الدراسة الكافية لاحتياجات المستهلك وتفضيلاته وذوقه العام، لإضافةً لاعتمادها على ردة فعل المستهلكين فقط ما يؤدي إلى الفشل في تقدير أرباح المنشأة وتكاليفها.
الأسباب الإنتاجية: تتعلق بفقدان المنشأة لعملائها نتيجة ارتفاع نسب العيوب في المنتجات أو انخفاض جودة المنتجات أو التوقف عن الإنتاج بشكل كامل مع عدم تلاؤم التقنيات المستخدمة مع مهارات العاملين.
“اقرأ أيضاً: النقود والتضخم النقدي“

التضخم النقدي: عادةً ما يؤدي الارتفاع العام في الأسعار إلى الارتفاع في تكاليف المنشأة ويرافقه الانخفاض في القدرة الشرائية عند المستهلكين، ما يؤدي بالتالي إلى انخفاض نسبة أرباحها.
وضع أسعار الصرف: تحدث عندما ينخفض سعر الصرف للعملة المحلية التي تتعامل بها المنشأة مقابل العملات الأجنبية العالمية، وبالتالي عجز المنشأة عن تأمين السيولة النقدية لسد ارتفاع التكاليف وانخفاض الأرباح.
التغير التكنولوجي: يحدث عند دخول السوق منتجات جديدة مع عجز المنشأة عن مواكبة التطورات المستجدة، وبالتالي خروج المنشأة نهائياً من منافسة السوق.
عوامل نجاح التنبؤ في أزمة الفشل المالي
عوامل نجاح التنبؤ في ازمة الفشل المالي
يولي أصحاب المصالح اهتماماً كبيراً بعمليات التنبؤ بازمة الفشل المالي واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجتها في مراحلها الأولى، خشية الوصول لمرحلة الإفلاس وهي الأخطر. حيث يعتمد أصحاب المصالح في عمليات التنبؤ على قوائم المراكز المالية والدخل والتدفق النقدي(Cash flow)، إذ يتم دراستها لإعداد القوائم المالية المتوقعة للمنشأة بناءً على تاريخ الأداء ومستقبل المحيط. وتعتمد هذه الدراسات ونجاحها على مجموعة من العناصر والشروط، ومن أهم عوامل نجاح التنبؤ في ازمة الفشل المالي:
- شمول مختلف نشاطات المنشأة وموضوعية البيانات والمعلومات التاريخية.
- انخفاض المدة الزمنية المطلوب التنبؤ بها لرفع نسب الدقة في التنبؤ.
- واقعية دراسة الظروف المحيطة بالمنشأة خارجياً والتوقعات المستقبلية.
- اعتماد المنهج العلمي في التوقعات والدراسات والاستقراءات لعملية التنبؤ.
“اقرأ أيضاً: أفضل المشاريع الصغيرة“
محددات التنبؤ في ازمة الفشل المالي
محددات التنبؤ في أزمة الفشل المالي
تتنوع محددات التنبؤ في أزمة الفشل المالي وعواملها ، والتي يتأثر بها نجاح ودقة عمليات التنبؤ، وتصنف أهم هذه العوامل ومحددات التنبؤ بها وفقاً لثلاث تصنيفات:
- عوامل متعلقة بالظروف الخارجية المحيطة: تشمل السلوك المستقبلي للاقتصاد العام في محيط المنشأة الخارجي بحيث لا يمكن التحكم به أو تحديده كالأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية وغيرها، إضافة لاختلاف أساليب المحاسبة التي تتأثر بسلوك الإنسان الذي لا يمكن التنبؤ به.
- عوامل متعلقة بنماذج الإحصاء وأساليبه: قد لا تتوفر جميع البيانات اللازمة لعمليات الإحصاء، إضافة لاختلاف السياسات المحاسبية سواء موسمية أو شهرية أو سنوية التي قد لا تقدم الصورة الدقيقة لوضع المنشأة.
- عوامل متعلقة بطبيعة المشروع وأنشطته: حيث تتعلق عمليات التنبؤ للمنشآت الاقتصادية بمدة نشاط المنشأة وطبيعته، إضافةً لعدم تناسب الدورة الإنتاجية مع توقيت المخطط لعمليات التنبؤ.
“اقرأ أيضاً: الربح من العملات الرقمية“
الأسئلة الشائعة حول أزمة الفشل المالي
بعد التعرف على ازمة الفشل المالي بما فيها مراحل أزمة الفشل المالي، أسباب أزمة الفشل المالي، عناصر التنبؤ بازمة الفشل المالي، عوامل التنبؤ في أزمة الفشل المالي. لنتعرف على أكثر الأسئلة المطروحة من قبل الأشخاص:
ما الفرق بين الفشل المالي والتعثر المالي؟
التعثر المالي يحدث فيه انخفاض في عائدات المنشأة وتحقق الخسائر بشكل متتالي، بينما الفشل المالي هو عدم القدرة نهائياً على الوفاء بالالتزامات المستحقة للدائنين وتوقف نشاط المنشأة حد الإفلاس.
كيف نعرف التنبؤ بالفشل المالي؟
يعرف التنبؤ بالفشل المالي على أنه تعرف الاحتمالات المستقبلية للتعرض للفشل المالي للمنشأة المدروسة وفقاً للعوامل والظروف المحيطة داخلياً وخارجياً للمنشأة ووضع الخطط اللازمة لتلافيها.
يمكن القول؛ أن ازمة الفشل المالي من أخطر المشكلات الاقتصادية التي ممكن أن تتعرض لها المنشأة، والتي تستوجب الكثير من الدراسات والحسابات ومراقبة الظروف المحيطة والاتجاهات التنافسية للسوق، ووضع الخطط المدروسة لتلافي الوقوع بالفشل المالي والوصول لحد الإفلاس.